شرح نصّ: السّماء لا تُمطرُ ذهبا (تونس)
شرح نصّ: السّماء لا تُمطرُ ذهبا
الـــنّـــــصّ
قال حِماري: نحنُ فصيلةٌ قد اشْتَهَرَتْ بالكدِّ و الجدِّ، لقدْ عَرَفَتْ ظُهُورُنا أشقَّ الأعمالِ،
و لمْ تأنَفْ من حَمْلِ أخَسِّ الأحْمَالِ... ما مِن ظَهْرٍ فينا رَفَضَ الأحْمَالَ، و ما مِنْ واحِدٍ بينَنَا تذَمَّرَ مِنْ كثْرَةِ العَمَلِ و طُولِ ساعاتِهِ، أو مِنْ رَدَاءَةِ العَلَفِ و قِلَّةِ دَسَمِهِ... ما نحنُ إلاّ الجلَدُ و العزمُ و الصّبْرُ قد صُوِّرَتْ مخلوقا حيّا، لنكون قُدْوةً لأمثالِكُمْ مِنَ الكُسَالَى المُتْرفينَ... و لكنّكُم لا تُبصِرُونَ و لا تُريدُونَ أن تفْتَحُوا أعْيُنَكُمْ حتّى على خيبتِكم الماثِلةِ!... ما من واحِدٍ فيكُم يُريدُ أن يَعْرَقَ ليسْتحِقَّ لُقْمَتَهُ... مُوَظَّفُكُمْ ينظُرُ إلى ساعةِ الانصِرافِ و لمّا يبدأْ في العمَلِ، و يهُمّه المُرتّبُ و التّرقِيَةُ و لا يعْنيهِ الإنتاجُ، فإذا نُقِلَ إلى الصّعيدِ هاجَ و ماجَ... و طُلاّبُكُمْ يُريدُونَ أن يجْتازُوا الامْتِحاناتِ بغيرِ درْسٍ. و لا يعنيهم العلمُ في ذاتِهِ، بل يطلُيونَ شهادةً تُغَطّي فيهِمْ الجهْلَ، و تفتحُ لهُمْ الخزائنَ و تصعدُ بهم الدّرجاتِ... و عُمّالُكُمْ يُفكِّرُونَ في زيادَةِ الأجْرِ و إنْقاصِ العَمَلِ، و لا يهتمّونَ بالإتقانِ و لا بمصالِحِ " الزّبُونِ " و رؤساؤكم يعنيهم أنْ يُنْشَرَ عنهم أنّهم قامُوا بكذا و نَهَضُوا بكذا، و لا يهمّهم بعد ذلك قيامٌ حقيقيٌّ أو نُهُوضٌ، و شَبَابُكُمْ أصبح مَثَلُهُ الأعلى يتلخّصُ في كلِمتيْنِ: " سيّارةٌ و فتاةٌ "، و لا يعنيهِ كيف يحصُلُ عليهما، بلْ كُلُّ أمَلِهِ، و هدفُهُ، أنْ يَظْفَرَ بهما من غيْرِ جهدٍ و لا جِهادٍ... إنّ شِعَارَ الكثيرينَ فيكم اليوم هو: " إنّ السّماءَ يجبُ عليها أن تُمطِرَ ذهبًا و فضَّةً و نحنُ قُعود! " ... الحُلمُ الذّهبيُّ للجميعِ الآن هو الثّراءُ و الإثراءُ بغير مجهودٍ... بأيّ سِلاحٍ تُواجِهُونَ التّنافُسَ العظيمَ على الإنتاجِ و الصِّراعَ الشّديدَ على الأرزاقِ؟ أبِمبْدإ " الجهدِ الأدنى و الغُنْمِ الأسْنَى " الذّي اعتنقَهُ الكلُّ فيكُم من شَبَابِكُمْ إلى مَشيبِكم؟
- حقّا، تلك مُشكِلةٌ لا أدْري لها حلاّ!
- حلُّها بسيطٌ...
- ما هو؟
- أن تعْتَنِقُوا مبدأ فصيلتي: " لا راحةَ بغيرِ عَمَلٍ، و لا لُقمةَ بغيرِ عَرَقٍ و لا ثروةَ بغيرِ إنتاجٍ "
- نعتنِقُ مبدأ الحميرٍ؟!
- و لِمَ لا ؟...
توفيق الحكيم - حماري، و حزب النّساء، حماري و الكفاح.
ص.ص: 61- 62
الــشّرح
الشّرح في المرفقات
و هو عبارة عن مجموعة من الأنشطة:
- تقدّم إلى التّلاميذ بعد أن يتمّ تقسيمهم إلى مجموعات، ثمّ يتمّ الإنجاز و الإصلاح
- يُمكن أن تُقدّم هذه الأنشطة إلى التّلاميذ و يُطلب منهم إنجازها في المنزل قبل حصّة شرح النصّ
شرح نصّ: السّماء لا تُمطرُ ذهبا
الـــنّـــــصّ
قال حِماري: نحنُ فصيلةٌ قد اشْتَهَرَتْ بالكدِّ و الجدِّ، لقدْ عَرَفَتْ ظُهُورُنا أشقَّ الأعمالِ،
و لمْ تأنَفْ من حَمْلِ أخَسِّ الأحْمَالِ... ما مِن ظَهْرٍ فينا رَفَضَ الأحْمَالَ، و ما مِنْ واحِدٍ بينَنَا تذَمَّرَ مِنْ كثْرَةِ العَمَلِ و طُولِ ساعاتِهِ، أو مِنْ رَدَاءَةِ العَلَفِ و قِلَّةِ دَسَمِهِ... ما نحنُ إلاّ الجلَدُ و العزمُ و الصّبْرُ قد صُوِّرَتْ مخلوقا حيّا، لنكون قُدْوةً لأمثالِكُمْ مِنَ الكُسَالَى المُتْرفينَ... و لكنّكُم لا تُبصِرُونَ و لا تُريدُونَ أن تفْتَحُوا أعْيُنَكُمْ حتّى على خيبتِكم الماثِلةِ!... ما من واحِدٍ فيكُم يُريدُ أن يَعْرَقَ ليسْتحِقَّ لُقْمَتَهُ... مُوَظَّفُكُمْ ينظُرُ إلى ساعةِ الانصِرافِ و لمّا يبدأْ في العمَلِ، و يهُمّه المُرتّبُ و التّرقِيَةُ و لا يعْنيهِ الإنتاجُ، فإذا نُقِلَ إلى الصّعيدِ هاجَ و ماجَ... و طُلاّبُكُمْ يُريدُونَ أن يجْتازُوا الامْتِحاناتِ بغيرِ درْسٍ. و لا يعنيهم العلمُ في ذاتِهِ، بل يطلُيونَ شهادةً تُغَطّي فيهِمْ الجهْلَ، و تفتحُ لهُمْ الخزائنَ و تصعدُ بهم الدّرجاتِ... و عُمّالُكُمْ يُفكِّرُونَ في زيادَةِ الأجْرِ و إنْقاصِ العَمَلِ، و لا يهتمّونَ بالإتقانِ و لا بمصالِحِ " الزّبُونِ " و رؤساؤكم يعنيهم أنْ يُنْشَرَ عنهم أنّهم قامُوا بكذا و نَهَضُوا بكذا، و لا يهمّهم بعد ذلك قيامٌ حقيقيٌّ أو نُهُوضٌ، و شَبَابُكُمْ أصبح مَثَلُهُ الأعلى يتلخّصُ في كلِمتيْنِ: " سيّارةٌ و فتاةٌ "، و لا يعنيهِ كيف يحصُلُ عليهما، بلْ كُلُّ أمَلِهِ، و هدفُهُ، أنْ يَظْفَرَ بهما من غيْرِ جهدٍ و لا جِهادٍ... إنّ شِعَارَ الكثيرينَ فيكم اليوم هو: " إنّ السّماءَ يجبُ عليها أن تُمطِرَ ذهبًا و فضَّةً و نحنُ قُعود! " ... الحُلمُ الذّهبيُّ للجميعِ الآن هو الثّراءُ و الإثراءُ بغير مجهودٍ... بأيّ سِلاحٍ تُواجِهُونَ التّنافُسَ العظيمَ على الإنتاجِ و الصِّراعَ الشّديدَ على الأرزاقِ؟ أبِمبْدإ " الجهدِ الأدنى و الغُنْمِ الأسْنَى " الذّي اعتنقَهُ الكلُّ فيكُم من شَبَابِكُمْ إلى مَشيبِكم؟
- حقّا، تلك مُشكِلةٌ لا أدْري لها حلاّ!
- حلُّها بسيطٌ...
- ما هو؟
- أن تعْتَنِقُوا مبدأ فصيلتي: " لا راحةَ بغيرِ عَمَلٍ، و لا لُقمةَ بغيرِ عَرَقٍ و لا ثروةَ بغيرِ إنتاجٍ "
- نعتنِقُ مبدأ الحميرٍ؟!
- و لِمَ لا ؟...
توفيق الحكيم - حماري، و حزب النّساء، حماري و الكفاح.
ص.ص: 61- 62
الــشّرح
الشّرح في المرفقات
و هو عبارة عن مجموعة من الأنشطة:
- تقدّم إلى التّلاميذ بعد أن يتمّ تقسيمهم إلى مجموعات، ثمّ يتمّ الإنجاز و الإصلاح
- يُمكن أن تُقدّم هذه الأنشطة إلى التّلاميذ و يُطلب منهم إنجازها في المنزل قبل حصّة شرح النصّ
تعليقات
إرسال تعليق