شرح نصّ: كلام بكلام شرح الأستاذ: جلال البحري (تونس)
الموضوع
صفات البخيل و تصرّفاته مع نفسه و مع غيره
المقاطع
حسب معيار السّند و المتن
1- من البداية----- قال: السّند
2- البقيّة: المتن
- كان... لا بدّ له منه: وصف الخراساني
- غير أنّه... كلّ جمعة: سلوك الخراساني يوم الجمعة
- البقيّة: قصّة الخراساني مع عابر السبيل
المقطع الأوّل: السّند
حدّث: فعل رواية و حكي
إبراهيم السندي: المتحدّث / الباث
المروي له: الجاحظ ( المتلقّي )
الرّاوي: إبراهيم بن السّندي
الرّاوي مُنفصل عن الأحداث غير مشارك في نسيج الحكاية: راو مُحايد
يحملُ السّند شُحنة أدبيّة و شُحنة دينيّة
الجاحظ نقل الرّواية من التراث الشفويّ إلى التراث المكتوب: الجاحظ يتبنّى هذه الرّواية و يتخفّى وراء الرّاوي ليُبرز مواقفه
ذكر اسم الرّاوي في السّند يُضفي مصداقيّة على الرّواية ( الواقعيّة )
إنّ استراتيجيّة السّند و المتن سُنّة مُتّبعة في النّثر العربيّ القديم لعدّة أسباب، منها:
- حداثة عهد العرب بالكتابة ( مرحلة انتقاليّة من ثقافة المشافهة إلى ثقافة التّدوين )
- الرّغبة في مشاكلة الحديث النبويّ الشّريف
المقطع الثّاني: المتن
قال : " المتن "
فعل فاعل نصّ مقول القول: مفعول به
العلاقة بين السّند و المتن:
علاقة تركيبيّة: المتن مفعول به النواة الإسناديّة التّي تسيّج السّند
علاقة دلاليّة: السّند هو مضمون القول و هو مدار فعل القول
- وصف الخراساني:
كان: ناسخ فعليّ: ج. اسميّة وصفيّة
الموصوف: شيخ من أهل خرسان
من أهل خرسان: مركّب بالجرّ: نعت
شيخ: مصحّح = صالح
مستقيم: عادل
صفات حميدة إيجابيّة
إهماله / بخله / تدنيقه
صفات مذمومة سلبيّة
هذا الشّيخ الموصوف هو غير عربيّ ( فارسيّ ) يعيش في العراق: المتندّر به ليس عربيّا ( غير أنّه يعيش مع العرب )
تقابل بين صفات هذا الشّيخ، فهو من ناحية شخصيّة ذات صفات حميدة و من ناحية أخرى شخصيّة ذات صفات مذمومة
كأنّنا أمام شخصيّتين: ازدواجيّة سلوكيّة
تمازج بين الأجناس و الحضارات و الثقافات: تلاقح حضاريّ
الازدواجيّة السلوكيّة مظهر طرافة و إضحاك و تندّر: يُحاول الجاحظ من خلال النّادرة فضح أصحاب الجمع و المنع و كشف مستنداتهم السريّة التّي تُسيّر حياتهم
النّادرة تقوم على الطّرفة و النّكتة و غايتها فضح ما اعوجّ من قيم اجتماعيّة
- سلوك الخراساني يوم الجمعة:
غير أنّه: استدراك
و ( × 7 ): التعداد + الكثرة
وحده: حال
حتّى يدخل: انتهاء الغاية المكانيّة
إن: الإمكان
إيّاك - إيّاك: التّحذير
اشتر - اعطني: أمر
بدأ هذا المقطع باستدراك أفاد خُروج البخيل عن العادة و المألوف في سلوكه اليوميّ:
في أيّام الأسبوع كان بخيلا شحيحا // في يوم الجمعة أصبح كريما مُبذّرا
إنّ اختيار يوم الجمعة ليس بريئا و ليس من قبيل الصّدفة:
هذا اليوم هو يوم صلاة و عبادة و صدقة عند المسلم // هو يوم أكل و استمتاع و تلذّذ عند الخراسانيّ
الخراساني يبدو مُتبنّيا لقيم الجماعة، لكنّه عوض أن يتصدّق على الغير نراه " يتصدّق " على نفسه
تبدو هذه الشخصيّة مبنيّة على ثنائيّة الظّاهر ( الكرم ) و الباطن ( البخل )، و هذا التناقض ضرب من ضروب الطّرافة.
الشّيخ يحتفلُ بالطّعام، و هذا يُمثّل فلتة سلوكيّة أسبوعيّة. فالطّعام كثير و المكان جميل: تكامل بين الطّعام و المكان يُذكّرنا بمجالس أبي نواس الخمريّة
ثمّ تخلّل / ثمّ تمشّى: الاسترخاء و التمهّل
يُقدّم الرّاوي صُورة مُضحكة للبخيل، فهو رجل أكول نهم: السّرعة + اللّهفة
نتيجة الأكل: الاسترخاء و الانتشاء، لذلك أصبحت حركات البخيل ثقيلة و متثاقلة، و هو ما يبعث على الضّحك و الإضحاك
الإضحاك عن طريق الأفعال و الأحوال
- قصّة الشّيخ مع عابر السّبيل:
بينا ( بينما ): الظرفيّة الزمنيّة
إذا: الفجائيّة
ثمّ قال... قال له: نمط الكتابة: الحوار
هلمّ // مكانك: تقابل
ويلك: دعاء عليه
عابر السّبيل هو المُبادر بالكلام: السّلام ( التحيّة )
البخيل: ردّ السّلام + الدّعوة إلى الطّعام
يُواصل الرّاوي توسّل استراتيجيّة التّناقض بين الظّاهر و الباطن لفضح البخيل و الاستهزاء به، فهو قد دعا الرّجل للإقبال و المشاركة ثمّ أمره بالتوقّف و الابتعاد
إنّ ثنائيّة الدّعوة و الصدّ هي التّي تُحرّك هذا المقطع بكامله و هي التّي تفضح هذا الشّيخ الكريم قولا و البخيل فعلا، و هو ما ينسجم مع المثل القائل: " يقولون ما لا يفعلون "
يظهر البخل هنا في المنع و الصدّ
من مظاهر الإضحاك في هذا النصّ ذلك التحوّل الذّي انتاب البخيل، فبعد أن كان مطمئنّا أصبح منزعجا متوتّرا عند اقتراب عابر السّبيل منه
البخيل كريم في قوله و قد تدعّم ذلك بتلك الخطبة الجوفاء التّي قالها للرّجل قصد إقناعه بصحّة موقفه
الإضحاك عن طريق الأقوال
تنتهي النّادرة بشهرة هذا الشيخ بعد حادثة عابر السّبيل: أصبح ذائع الصّيت
نادرة نموذجيّة تُوضّح طريقة اشتغال هذا الشّكل الأدبيّ:
- الظاهر: النّكتة و الطّرفة و السّخرية
- الباطن: الفضح و النّقد و الإصلاح
الموضوع
صفات البخيل و تصرّفاته مع نفسه و مع غيره
المقاطع
حسب معيار السّند و المتن
1- من البداية----- قال: السّند
2- البقيّة: المتن
- كان... لا بدّ له منه: وصف الخراساني
- غير أنّه... كلّ جمعة: سلوك الخراساني يوم الجمعة
- البقيّة: قصّة الخراساني مع عابر السبيل
المقطع الأوّل: السّند
حدّث: فعل رواية و حكي
إبراهيم السندي: المتحدّث / الباث
المروي له: الجاحظ ( المتلقّي )
الرّاوي: إبراهيم بن السّندي
الرّاوي مُنفصل عن الأحداث غير مشارك في نسيج الحكاية: راو مُحايد
يحملُ السّند شُحنة أدبيّة و شُحنة دينيّة
الجاحظ نقل الرّواية من التراث الشفويّ إلى التراث المكتوب: الجاحظ يتبنّى هذه الرّواية و يتخفّى وراء الرّاوي ليُبرز مواقفه
ذكر اسم الرّاوي في السّند يُضفي مصداقيّة على الرّواية ( الواقعيّة )
إنّ استراتيجيّة السّند و المتن سُنّة مُتّبعة في النّثر العربيّ القديم لعدّة أسباب، منها:
- حداثة عهد العرب بالكتابة ( مرحلة انتقاليّة من ثقافة المشافهة إلى ثقافة التّدوين )
- الرّغبة في مشاكلة الحديث النبويّ الشّريف
المقطع الثّاني: المتن
قال : " المتن "
فعل فاعل نصّ مقول القول: مفعول به
العلاقة بين السّند و المتن:
علاقة تركيبيّة: المتن مفعول به النواة الإسناديّة التّي تسيّج السّند
علاقة دلاليّة: السّند هو مضمون القول و هو مدار فعل القول
- وصف الخراساني:
كان: ناسخ فعليّ: ج. اسميّة وصفيّة
الموصوف: شيخ من أهل خرسان
من أهل خرسان: مركّب بالجرّ: نعت
شيخ: مصحّح = صالح
مستقيم: عادل
صفات حميدة إيجابيّة
إهماله / بخله / تدنيقه
صفات مذمومة سلبيّة
هذا الشّيخ الموصوف هو غير عربيّ ( فارسيّ ) يعيش في العراق: المتندّر به ليس عربيّا ( غير أنّه يعيش مع العرب )
تقابل بين صفات هذا الشّيخ، فهو من ناحية شخصيّة ذات صفات حميدة و من ناحية أخرى شخصيّة ذات صفات مذمومة
كأنّنا أمام شخصيّتين: ازدواجيّة سلوكيّة
تمازج بين الأجناس و الحضارات و الثقافات: تلاقح حضاريّ
الازدواجيّة السلوكيّة مظهر طرافة و إضحاك و تندّر: يُحاول الجاحظ من خلال النّادرة فضح أصحاب الجمع و المنع و كشف مستنداتهم السريّة التّي تُسيّر حياتهم
النّادرة تقوم على الطّرفة و النّكتة و غايتها فضح ما اعوجّ من قيم اجتماعيّة
- سلوك الخراساني يوم الجمعة:
غير أنّه: استدراك
و ( × 7 ): التعداد + الكثرة
وحده: حال
حتّى يدخل: انتهاء الغاية المكانيّة
إن: الإمكان
إيّاك - إيّاك: التّحذير
اشتر - اعطني: أمر
بدأ هذا المقطع باستدراك أفاد خُروج البخيل عن العادة و المألوف في سلوكه اليوميّ:
في أيّام الأسبوع كان بخيلا شحيحا // في يوم الجمعة أصبح كريما مُبذّرا
إنّ اختيار يوم الجمعة ليس بريئا و ليس من قبيل الصّدفة:
هذا اليوم هو يوم صلاة و عبادة و صدقة عند المسلم // هو يوم أكل و استمتاع و تلذّذ عند الخراسانيّ
الخراساني يبدو مُتبنّيا لقيم الجماعة، لكنّه عوض أن يتصدّق على الغير نراه " يتصدّق " على نفسه
تبدو هذه الشخصيّة مبنيّة على ثنائيّة الظّاهر ( الكرم ) و الباطن ( البخل )، و هذا التناقض ضرب من ضروب الطّرافة.
الشّيخ يحتفلُ بالطّعام، و هذا يُمثّل فلتة سلوكيّة أسبوعيّة. فالطّعام كثير و المكان جميل: تكامل بين الطّعام و المكان يُذكّرنا بمجالس أبي نواس الخمريّة
ثمّ تخلّل / ثمّ تمشّى: الاسترخاء و التمهّل
يُقدّم الرّاوي صُورة مُضحكة للبخيل، فهو رجل أكول نهم: السّرعة + اللّهفة
نتيجة الأكل: الاسترخاء و الانتشاء، لذلك أصبحت حركات البخيل ثقيلة و متثاقلة، و هو ما يبعث على الضّحك و الإضحاك
الإضحاك عن طريق الأفعال و الأحوال
- قصّة الشّيخ مع عابر السّبيل:
بينا ( بينما ): الظرفيّة الزمنيّة
إذا: الفجائيّة
ثمّ قال... قال له: نمط الكتابة: الحوار
هلمّ // مكانك: تقابل
ويلك: دعاء عليه
عابر السّبيل هو المُبادر بالكلام: السّلام ( التحيّة )
البخيل: ردّ السّلام + الدّعوة إلى الطّعام
يُواصل الرّاوي توسّل استراتيجيّة التّناقض بين الظّاهر و الباطن لفضح البخيل و الاستهزاء به، فهو قد دعا الرّجل للإقبال و المشاركة ثمّ أمره بالتوقّف و الابتعاد
إنّ ثنائيّة الدّعوة و الصدّ هي التّي تُحرّك هذا المقطع بكامله و هي التّي تفضح هذا الشّيخ الكريم قولا و البخيل فعلا، و هو ما ينسجم مع المثل القائل: " يقولون ما لا يفعلون "
يظهر البخل هنا في المنع و الصدّ
من مظاهر الإضحاك في هذا النصّ ذلك التحوّل الذّي انتاب البخيل، فبعد أن كان مطمئنّا أصبح منزعجا متوتّرا عند اقتراب عابر السّبيل منه
البخيل كريم في قوله و قد تدعّم ذلك بتلك الخطبة الجوفاء التّي قالها للرّجل قصد إقناعه بصحّة موقفه
الإضحاك عن طريق الأقوال
تنتهي النّادرة بشهرة هذا الشيخ بعد حادثة عابر السّبيل: أصبح ذائع الصّيت
نادرة نموذجيّة تُوضّح طريقة اشتغال هذا الشّكل الأدبيّ:
- الظاهر: النّكتة و الطّرفة و السّخرية
- الباطن: الفضح و النّقد و الإصلاح
تعليقات
إرسال تعليق